Wednesday, January 25, 2023

Inside Man- TV series

 


يمكن أن تكون إنسان طبيعي جداً وتمارس حياتك بمنتهى العادية، محبوب من الجميع، قد يكرهك البعض أو حتى يختلفون عليك، أنت بشر طبيعي، ولكنك تتعرض لظلم ما، ضغط ما، في موقف يسلب منك أمنك ويذهب بسلامك وسلام أحبائك فتتحول أفكارك إلى آخر شيء تتوقعه عن نفسك، تصارعها ولكنك قد تخسر أمامها، من السهل أن تقرر عن نفسك فضائل مادمت لم تُختبر ويعتصرك الجحيم

ومن السهل أن يولد مجرم في قلب إنسان فجأة لدوافع عدة فجينات الإجرام ليست حكراً على من يولدون بها.

هذا ما يخبره مسلسل

Inside Man

عمل فني غريب، انجليزي، ومفروض إنه عمل إثارة وغموض مع نفحة كوميديا، ومسألة كوميديا الإنجليز لا يصدقها البعض، وأحب أن أؤكد هذه المعلومة، لكنه كان يحمل ما هو أكثر، ما يميزه في الحقيقة فكرته المختلفة، وتعمقه في شرح النفس الإنسانية وكيف تتصرف تحت ضغط لدرجة قد تصل للقتل

 

صانعيه فعلوا ما يسمى في الفوتوشوب

layers

كل شيء له بعد، الشخصيات والمواقف والتصرفات، النجاح هو أن توحي بكل هذا من خلال حوارات قليلة وخلق هذه الطبقات ودمجها معاً في أقل وقت ممكن، هو اختزال غير مُخلّ بل على العكس ثري جداً.

المسلسل قصير، أربعة حلقات في أربعة ساعات عرض يصعب جداً على المشاهد أن يتركه دون أن يستكمله في نفس اليوم، الأغلب أنك ستصحبه في تليفونك هنا وهناك لتتمه ولكن نصيحة، دعه يبهرك على الشاشة.

بطله قس، هو في عين ابنه وزوجته رجل جميل وطيب ومحافظ، وفي نظر جاراته القس الجذاب، وفي نظر رعيته شهم ومتعاون وهو بالفعل كل هذا لكنه يتعرض لموقف يجعله يتغير من الداخل وفي يوم واحد، ويكاد يصبح مجرم للدفاع عن أسرته، وعلى جانب آخر من القصة هناك مجرم حقيقي بالفعل - بطل آخر- هو الراوي والمشارك في الأحداث من زنزانته حيث أنه قاتل لزوجته ومعترف وبانتظار حكم الإعدام وتلجأ إليه الشرطة للمساعدة لأنه أستاذ في علم الجريمة، ويلتقي البطلان من خلال الأحداث.

ستانلي توتشي

Stanley Tucci

المجرم السجين وجه مألوف بأعمال كثيرة ناجحة وممثل رائع وينافسه هنا القس

دافيد تينانت

David Tennant

كم يحتاج المرء لشيء يخاطب فيه العقل، مسلسل أو فيلم يحترم ذكائك ويلهمك وتتسائل، أفضل دومًا ما يجعلني أتسائل.

The watcher | المُراقب



شاهدت مؤخراً مسلسل رايان ميرفي الأخير على نتفلكس، المراقب

The_watcher

المسلسل قطعة فنية بديعة، وأظن إن فكرته الرئيسية قد يختلف المتلقين في تحديدها، هل هو مجرد مسلسل إثارة أو رعب باعتباره - أسرة تنتقل لبيت في الضواحي ثم تبدأ المتاعب- الفكرة كليشيهيه جداً وتعتبر أساس لثلاثة أرباع أفلام الرعب؛ لكنه ليس كذلك. رأيي أن فكرته الأساسية هي: التعلق

Obsession

تعلق بالفكرة أو المكان أو التاريخ أو الذكريات أو حتى النجاح؛ معظم الشخوص عندهم تعلق بشيء ما بدرجة شبه مرضيّة، وإخراج ميرفي جعل المشاهد يكتشف أفكار الأشخاص تقريباً في آخر دقائق، وجعله في حالة شك وانتظار والأنكى: جعله في حالة تعلق بوجود نهاية سعيدة، أو على الأقل مريحة، ولكنه لم يمنحها لمشاهدينه.

Naomi Watts

 ناعومي جميلة وناعمة، أحب تمثيلها الهاديء جداً وملامحها الناطقة بأعماقها، وهنا لم تتألق لكنها فقط أضاءت.

أما روبرتو كانافالي أو

Bobby Cannavale

فهو وجه مألوف لا أدري ما أدواره السابقة بالتحديد ولكنني ظننت أنه سيموت سريعاً في البداية (أغلب ظني كان أنه بطل أفلام ذات التقييم ١٠/٥ والتي تطول لمدة ساعة وربع ونراها أثناء رحلة مثلاً، ولكن الحمد لله أنه لم يفعل واستمر حتى آخر لقطة ، دوره كان في غاية الروعة وتفوق على كل أبطال العمل بتجسيد شخصية الزوج الذي يكافح لتأمين أسرته وتلطمه الحياة بأنظمتها الجاحدة والجامدة على رأسه فيسقط في فخ التعلق

وتأتي ثيودورا في المسلسل أو

Noma Dumezweni

وكأنها قنبلة سمراء من الجمال، أعشق لهجتها الإنجليزية الفجة وأحب كل ما قدمته في المراقب، بعض الممثلين في العمل تحس أنهم الذين يمنحون له الثقل ودونهم يكون العمل هراء، نوما هنا هي ذلك الثقل.

ماذا تعلمت من هذا المسلسل؟

To let go

بعض الأشياء يجب فقط أن نتركها ولا نظل أسرى لامتلاكها أو تحقيقها، يجب أن نتوقف لنرى أنفسنا كل حين؛ دع هذا الشيء واسع لغيره، الدنيا تسير ولا تقف لأجلك أو لأجل أي أحد والأحلام والأهداف قابلة للتغير أيها الواهم.

حلمي عاد - واحد تاني

  

 

فيلم العيد 2022 لأحمد حلمي - واحد تاني - كنت بانتظاره مثلما انتظره كل جمهور حلمي ليتحقق من أن نجمه المحبوب مازال موجوداً، وأن الأفلام التي جعلتنا نعترف بموهبته لم تكن صدفة أو ضربات حظ، أجل، حلمي أوصل متابعيه للتشكك في قدراته-على الأقل في الإختيار الصحيح، بعد سلسلة من أفلام كنا ننتظر كل منها بمنتهى الشغف لنرى ابداع "آسف على الإزعاج" أو "عسل أسود" أو فيلمي المفضل "ألف مبروك" لكن ما كنا نراه هو فقط هو "خيال مآتة" لحلمي الذي نعرفه

 

ولأننا نعرف أن النجم لدينا هو من يختار القصة والمخرج وفريق العمل ولهذا فهو يتحمل كامل المسئولية وبالتالي كامل التصفيق أو اللعنات، لهذا يستحق حلمي اليوم التصفيق، ربما ليس تصفيقاً مدوياً ولكنه أحسن الإختيار، بداية من هيثم دبور الموهوب حقاً في اقتناص فكرة جديدة وترجمتها لتلمس الواقع، وربما كانت هذه هي قيمة الفيلم الحقيقية، فمن منا لم يفقد الشغف في وقت ما، وفكر في دواء سحري - ان شالله فيتامينات-  تعيد له طاقته ونشاطه ورغبته وقدرته على التغيير، جميعنا هذا الشخص، والنجاح.. أن تجعل المشاهد يتوحد معك ويراك وأنت تصارع ذاتك الأخرى الموجودة بداخلك وكأنه يشاهد نفسه

 

في المشاهد الأولى وقبل أن تتضح الفكرة ظننت الفيلم نحتاية أخرى من فيلم

Limitless

لبرادلي كوبر

ولكني أدركت أن الفكرة أعمق وأبعد وإنها تمت معالجتها بأسلوب كوميدي يناسب حلمي ويناسب معطيات الواقع، ومعطيات الواقع هذه لا يدركها سوى الذين يفتحون رؤوسهم لرؤية المتغيرات والتحديات التي تتغير بتغير الزمن، فالوظيفة الروتينية موجودة ولكن هناك أجيال لا تدرك ولا تحاول إدراك ما يسمى بال

startups

وهي لمن لا يعرف مشاريع صغيرة ناشئة تعتمد فقط على الفكرة والإبداع والتمويل وهي ما يفعله الشباب بمجازفات لا يفهمها أجيال أكبر. والشاب مالك في الفيلم هو حلقة الوصل بين حلمي وهذا الجيل، والذي تأثر بحلمي الشاب بينما كان هو مايزال على أعتاب مراهقته، والآن جاء دوره ليأخذ بيد حلمي ليعيد إليه الحماس المفقود، ونور إيهاب التي أوضح دورها فكرة أن عدم القدرة على التغيير قد تصيب الشباب أيضاً، المسألة في الدماغ

حلمي عاد ممثلاً بارعاً كما نعرفه، يقدم الأداء السهل والفكرة التي تظنها بسيطة وساذجة ولكنها تلعب في إعدادات نافوخك لو فكرت قليلاً، وظل حتى آخر لقطة يؤكد لك أنك ستظل تصارع نفسك والآخر بداخلك - لقد خلقنا الإنسان في كبد

ضحكت؟ نعم وبشدة، رغم كثافة الإيحاءات عن طريقة العلاج، ولكن لا بأس فهي معطيات الواقع السينمائي، وسعدت بأداء الجميع، روبي الجميلة ونسرين أمين الموهوبة ومالك بالطبع ونور إيهاب الصغيرة المبشرة، والإخراج لخضير جاء رائعاً في ظل تحديات تغير الشخصية اللحظي الذي أبدع فيه حلمي بشدة، وفي ظل قصة كان يجب الحفاظ على إيقاعها المتصاعد أو تفلت تماماً

واحد تاني هو عودة تمنيتها لنجم جيلنا أحمد حلمي الذي نتمنى له جميعاً النجاح

منورة بأهلها .. ليس عرضي المفضل



طيب

أنا كنت ناوية أكتب عن مسلسل منورة بأهلها بعد ما شفته، وحالياً المود العام مش بتاع نقد مسلسلات لكن أنا ما يهمنيش! خصوصاً إنها دلوقتي أكتر من أي وقت سابق منورة بأهلها فعلاً..

المسلسل دة بدأ بتويست قبل ما يتعرض واتعرض لهجوم من منتجيه نفسهم نتيجة تصريحات محمد صبحي على ما تفعله سطوة رأس المال السعودي بالدراما وإنه لن يتزحزح ولن يركع وبلا بلا، هو عامة محمد صبحي ما بيبقاش عنده حق لكن في دي كان صح، وزاد الطين بلة تصريحات باسم السمرة نفسه في نفس الاتجاه ورغم اعتذاره بعدها اتحذفت الدعاية بتاعة المسلسل من على منصة شاهد بعد ما كانت منورة هناك

وبقدرة قادر رجع تاني واتعرض بالفعل، وأظن الشيخ شاف المسلسل ومافهمش حاجة وقرر إنه يعرضه لسبب من اتنين: أولاً إنه يلاقي حد يتكلم عليه ويشرحه والسبب التاني أنه يعاقب المبدعين اللي عملوه والمصريين عموماً بعمل نجح إنه يبوظ كل حاجة مفروض تكون سبب نجاحه

 

بداية من المخرج يسري نصرالله اللي أنا باقدّر أعماله زي جنينة الأسماك واحكي يا شهرزاد والماء والخضرة والوجه الحسن، وهي أفلام بطعم يسري وبعيدة عن مدرسة يوسف شاهين اللي بدأ منها ولكنه عاد إليها هنا للأسف وأحسستها في أداء كل طاقم التمثيل الذين بدوا وكأنهم يأكلون نصف الكلمات قبل أن يبصقونها فلا تكاد تسمع ما يقال، بنفس أداء كل أبطال شاهين، وظلت كادراته عظيمة وأظهرت ديكور مختلف وغريب لكل الأماكن، ومسألة الغرابة تلك تستحق لوحدها البحث والتأمل، فكل هذه الغرابة هي لقصة محمد أمين راضي الذي أعرفه من خلال العهد والسبع وصايا وتحفته المجدولة بمنتهى العظمة نيران صديقة الذي أراد محاكاة نجاحها في خلق شخصيات كريهة تتعاطف معها وتحبها ولكن جانبه التوفيق هذه المرة، فكيف قرر الحفاظ على الغموض والظلام الدامس الذي أغرق فيه المشاهد ست حلقات من أصل عشرة، كيف واتته الجرأة؟ هل اعتمد على ولاء المشاهد لتاريخه؟ نفعت معايا وانتظرت، وكنت أسقط نائمة من ملل الغموض بصراحة (حتى الغموض بقى مضروب)  وتابعت علشان أجيب آخره وليس رغبة في المعرفة

ثم ظهرت أبعاد القصة ويا ليتها ما ظهرت، أبطال نيران صديقة كانت خلفياتهم واضحة وتحولاتهم الدرامية مبررة وشرورهم لها أبعاد، لكن هذه المرة كانت الشخصيات ملغّزة، تطوراتها غير واضحة، لم يخلق علاقة بين أي منهم والمشاهد، لأن علاقاتهم ببعض أصلاً كلها وليدة صدف متتالية وكثيرة وهو أمر يضعف أي بناء درامي، والذروة التي أراد الوصول إليها " حكاية الخلود بخلايا الأطفال المخطوفين" هي جملة قيلت في الحلقة الأخيرة وأتت كتبرير ساذج لا يقبله طفل لكل هذا الشر، وكذلك كل ما يتعلق بشذوذ الأغنياء للوصول إلى النشوات المختلفة هو إبحار في مياه عكرة أصلاً، وأمور أراد قولها ولم يقلها فأتت خرقاء في نهاية المطاف. التويستات التي ظنها عظيمة اتبرمت على بعض وظهرت بشكل ثقوب في القصة لم يستطع بجمل ملقاة هنا وهناك أن يداريها بها

الممثلين؟ مهما فعلوا فلن يصلحوا هذا الإهتراء، وخاصة مع روح شاهين المسيطرة، تحول ليلى علوي لأداء أدوار الشر كان لطيفاً، وعليها أن تجربه مع طاقم آخر، وإفيهات باسم السمرة التي يحلف البعض بحلاوتها مع أدائه أجدها استجداء للالتصاق بذاكرة المشاهد، وهي مقززة في الأساس فهو يتصرف كشاذ إلا ربع، سلوى خطاب نجح المؤلف والمخرج في جعل دورها عبيطاً، كان المفروض أن تكون كلمة السر في المسلسل لكنها ذابت في شخصية أرادوا لها العمق فجاءت بلهاء

لا أريد الحديث أكثر فهو في النهاية رأي شخصي لعمل كنت متوقعة من كل الأسماء المشاركة به أن يكون حاجة فخيمة كدة.. لكن تمام أدينا بنتعلم وعادي لما اتفرج على كبوة الحصان

عادة باكتب عن أعمال حبيتها وباتجاهل الوحش، تمام زي ما باعمل في الدنيا مع الناس، كأن السيء لم يكن لكن المسلسل دة نرفزني 

Tuesday, January 24, 2023

K - Drama that lead me to search for southern Korea on map!





 ملاحظات عبثية شعرت بحتمية كتابتها بعد مشاهدة عدة مسلسلات وأفلام كورية، وما بحثت عنه بعد وأثناء المشاهدة

 الكوريون عند الإنهيار والدخول في نوبة بكاء يقرفصون، رجال ونساء يتكورون على أنفسهم أو يلقون بأنفسهم على الأرض، علاقتهم بالأرض قوية في العموم ويحبون الإقتراب منها

 الكوريون عندهم فساد رهيب، وواسطة، ورشاوي، والفن يشير لهذا بكثرة وقوة، ولو كان فنهم انعكاس لمجتمعهم ولو بنسبة بسيطة فهذا يعني أن نسبة الفساد عالية جداً في الواقع

 الكوري صوته عالي

 الكوريون لديهم ثقافة الإعتذار، المخطيء يعتذر، والإعتذار يُطلَب ليقدم شفهياً أو مكتوباً، وفي الحالات الكبيرة والخطأ الفادح يجلس المخطيء على ركبتيه أثناء الإعتذار

 الشرطي الكوري يستخدم السكين مع المسدس! بعض الأعمال الفنية تُظهِر ذلك ولا أعرف مدى صحته، ولكن الحقيقة أن كوريا الجنوبية بلد آمن جداً بل من أقل البلاد في معدلات الجريمة وذلك لانتشار كاميرات المراقبة في كل مكان حرفياً ماعدا الحمامات، ووجود الشرطة في أماكن كثيرة جداً فيصلون بسرعة شديدة لمكان الجريمة، ويستخدمون البيج داتا والذكاء الإصطناعي لتوقع 

الجرائم أحياناً! توم كروز في

Minority Report

منحهم الإلهام 

 الكوريون لا يدخلون بيوتهم بالأحذية إطلاقاً! وتوجد شباشب بصفة دائمة قرب أبواب المنازل من الداخل، في سول العاصمة تنتشر ناطحات السحاب ويسود الطابع الغربي بيوت الأغنياء والشباب، ولكن الأغلبية يتمسكون بالبيوت التقليدية والأثاث التقليدي القريب من الأرض

 الرجل الكوري يبكي بصورة مبالغ فيها، وبصوت عالي

 طقوس الموت غريبة، في أغلب ما رأيت يقومون بحرق جثة المتوفي وبما أن الديانات الغالبة في كوريا الجنوبية هي البوذية والمسيحية والكونفوشية وديانات أخرى تتشارك جميعاً في نسبة ال ٥٠٪؜ المؤمنون بالدين أصلاً، المسيحية الكاثوليكية أكثر نسبياً، والحرق هو ما يفعله البوذيون والكونفوشيون بموتاهم وبعد ذلك تتراص جرات الرماد في دواليب تحمل أسماء المتوفين على جبل! وأظن أنهم اعتمدوا الحرق في العصر الحديث لأن طريقة الدفن السماوي وهي حمل الميت لأعلى جبل وتقطيع جسده وتركه للنسور لتأكله فإن أْكل كله كان طاهراً، هي طريقة لم تعد تستخدم حالياً! المهم، في بيوت العزاء المخصصة يشتعل البخور ويملأ المكان الورد الأبيض الذي يحيط بجرة الرماد وصورة المتوفي، وترتدي السيدات الأسود وتضع أقرب النساء للميت فيونكة بيضاء صغيرة جداً في شعرها! وبالطبع يسود الموقف القرفصة والعويل

 الكوري يبدو مهذباً دائماً وهذا لا يعني أنه طيب دائماً فالتهذيب وإيماءة الرأس بالتحية لا يمنعون السب واللعن والعنف، ولكن في المجمل هم شعب لطيف ودود لكن ليس هاديء

 الأم في كوريا في مكانة تقارب بوذا عندهم

 كوكب كوريا معتز بكوريا جداً، كوريا هي أمه، والعالم بالنسبة للمواطن الكوري هو أمريكا، المثل الأعلى والحلم هو أمريكا، باقي العالم هو في الثقب الأسود لا يعلم عنه شيئاً لدرجة أنهم لا يدرسون الجغرافيا أصلاً

 الإنسان الكوري يُحدِث صوتاً أثناء أكل الأشياء البشعة الشكل والقوام التي تحمل أسماء صعبة وغريبة، والحق أنهم كانوا يأكلون لحم الكلاب قديماً لكنهم توقفوا ولا تفعله الأجيال الجديدة، ولكنه مازال طبق موجود وباهظ الثمن، كضفادع فرنسا! وقد تحول الكوريون للأكل الصحي واشتهرت لهم أطباقاً بصورة عالمية ولكني لم أحاول معرفة مكوناتها فصعوبة الأسماء تكفي!

 الجلوس على الأرض يحبه الكوريون جداً وكلهم لديهم لياقة القرفصة، الأجيال الجديدة بدأت تقلد النموذج الحياتي الغربي ولكن العادي هو الموائد الواطئة وتناول الطعام جلوساً على الأرض

 الجو في كوريا بارد وتصل الحرارة إلى ما تحت الصفر في الشتاء ولهذا فإن المطاعم تحتوي على تدفئة للأرضية، لأجل القرفصة! وكذلك تحتوي موائدها في المنتصف على دفايات للطعام بشكل مستمر

 الكوريون ليسوا بدناء، لابد أن الأمر يتعلق بالأكل الكوري

 الإنسان الكوري متأنق بطبيعته، المعظم يهتم بطريقة اللبس ونوعه ونظافته، وفي أي مناسبة يرتديه، ولهم زي وطني يرتدونه في المناسبات بفخر

كوريا بلد نظيف، نظيف جداً

 الإنسان الكوري صوته عالي

الفتيات الكوريات الصغيرات لسن دُمى، هم أناس حقيقيون

وكيل النيابة في كوريا شخص جلل

 المساحة الشخصية لجسد الإنسان في كوريا واسعة وكبيرة ولها احترامها

أثناء الصياح والشجار بالإضافة إلى أن الإنسان الكوري صوته عالي فنهايات الجُمَل مُنغّمة لتمتد بما يشبه "الردح" المصري، ورغم ذلك الناس في المواصلات العامة لا يسمحون لأحدهم برفع صوته

الكوريون شعب موارب، ليس منفتحاً ولا منغلق، الأسرة والعائلة كيانات لها احترامها، يمنعون الإجهاض، ويلتزمون بإطار الزواج لتكوين الأسرة، في الأغلب لايوجد أطفال خارج إطار الزواج

بعد ظهور شخصية باكستانية بشكل غريب في أحد المسلسلات بحثت عن العنصرية في كوريا الجنوبية وكان هناك دلائل قوية على ارتفاع معدل العنصرية ورفض كل من لا ينتمي للعرق الكوري وبالنسبة للعرب فهم على قمة المرفوضين كأمر طبيعي نظراً لتبعيتهم الأمريكية، ويبقى فقط أن الأجيال الجديدة تختلف قليلاً فهم بالطبيعة رافضين لل ستيريو تايبس التي يقدمها الآباء والإعلام عن الشعوب الأخرى، وقد لا يشعر الزائر لكوريا بأي من هذا إن لم يتعرض لمواقف تُظهر له العنصرية نظراً لأنهم في العادة شعب لطيف، وتبقى كراهيتهم للصينيين واليابانيين مبررة نتيجة احتلالهم لكوريا "المسألة كيف يفرّقون بين بعضهم البعض كلهم"

 كوريا عندها أسرع إنترنت في العالم

 أصبح هناك ما يسمى بال كيدراما، الدراما الكورية، وواضح أنهم يصنعون مجداً ويأتون بأفكار جديدة ستنافس صناع السينما والعروض التليفزيونية المشاهير

 السيارات الكيا والهيونداي وموبايلات السامسونج تحتل الشاشات في الكيدراما، "صنع في كوريا" على حق

 الكوري الأصلي القديم لابد وأنه كانت له قدرة ما على الطيران لأن الأجيال الأكبر يؤكدون للأصغر أنهم كانوا "يطيرون" وهم بمثل أعمارهم! نكتة

….

ربما كانت انطباعاتي شخصية ولكن بحثي إلى حد كبير صحيح، المعلومات دوماً متاحة، الفكرة أن أنتبه وأبحث.

Tuesday, December 28, 2021

Bird box 2018

 


Bird box 2018

فيلم لنجمة مفضلة لدي، ساندرا بولوك، لم يعرض في السينمات لأنه إنتاج Netflix

الفيلم عظيم. ويمكن أن أكتفي بهذه الجملة لكني أردت توضيح سر روعته التي احتار فيها مشاهدوه للدرجة التي منحته درجة 6.5 لأن المشاهدين إما منحوه 3 أو 10 ، لا وجود تقريبا لدرجة وسط، وذلك على موقع imdb، الفيلم مأخوذ عن رواية ويحكي عن قوة خارقة تهاجم مكان فيصبح لا مفر لسكانه غير حجب أبصارهم والسير كالعميان، وكيف يكون على المرء أحياناً أن يفقد معظم مقومات الحياة ليحيا، فقط ليحيا.

لم أر الفيلم كمجرد فيلم thriller or mild horror رغم أنني لم أستطع مقاومة استكماله لمدة ساعتين كاملتين، ولكني رأيت فيه نماذج لشخصيات متعددة في ردود الأفعال في الأزمات، رأيت به كم مشاعر رائع، تمثيل احترافي وإخراج مبدع وعودة بالمشاهد لزمن ماض بدقة واكتمال، أعجبتني به مشاهد كثيرة، أعظمها حيرة مالوري البطلة بين الطفلين أيهما تمنحه للموت وأحدهما فقط ابنها، وكذلك كونها لم تمنحهما أسماء وتناديهم ب ولد وبنت، وكأنهم نكرات في زمن يعم فيه الخوف.

ربما كان على من أعطوه تقييماً ضعيفاً أن يطلقوا لخيالهم العنان قليلاً ولا يحيروا أنفسهم بأسئلة منطقية لن تجد إجابات منطقية في فيلم فكرته خرافية في الأساس.

الفيلم يتلامس في جزء من فكرته مع فيلم blindness المأخوذ هو الآخر عن رواية جوزيه ساراماجو، اللذان أعشقهما معاً، ولكنه بذاته فيلم يستحق المشاهدة 👌

Wednesday, June 30, 2021

Lilyhammer المسلسل الجميل الذي أكرهه





عندما يكون الفن أصدق أنباءاً وأحدّ سيفاً وأشد تأثيراً من كل شيء

شاهدت مؤخراً المسلسل الأمريكي النرويجي المشترك Lilyhammer  الذي بدأ أول مواسمه عام 2012 واستمر لثلاث مواسم قبل أن يتوقف الحمد لله وذلك رغم تقييمه المرتفع نسبياً على موقع IMDB  وكذلك حصوله على العديد من الجوائز منها أحسن مسلسل نرويجي وأحسن ممثل لبطله Steven Van Zandt من الجائزة السنوية النرويجية Gullruten

ستيفن زندت في المسلسل المُصنّف أنه كوميديا سوداء وجريمة، شارك بالكتابة، وهذا ما عرفته بعد مشاهدتي للمسلسل – كأحد أعراض ستوكهولم سيندروم التي يبدو أنها أصابتني فأتممت مشاهدة حلقاته الأربعة وعشرين رغم تحفظي على ما يتضمنه من إهانات لا نهاية لها للعرب وللمسلمين والتي على ما يبدو كانت هدفاً من أهدافه

في البداية تخيلت أن هذه السخرية على لسان البطل سيتم مع التقدم في الأحداث دحضها أو الإشارة إلى ذلك لأن القصة بالأساس تتمحور حول البطل عضو عصابة أمريكية يتورط مع زعماء عصابته فيهرب من أمريكا إلى بلدة نائية في النرويج ويبدأ بسلوكه الأمريكي الفج في إفساد النرويجيين المسالمين الملتزمين بالقانون، كان ظني أن المذمّة إذا جاءت من ناقص فهي الشهادة بالكمال، وأن أحداث المسلسل ستؤكد على أن هذا البطل أخرق في أفكاره كما في تصرفاته، ولكن لم يحدث أي من هذا واستمرت السخرية من العرب الإرهابيين والتي اختلفت عن سخريته من سذاجة النرويجيين وطيبتهم "وهو الإختلاف الذي يقوم على أساسه المسلسل" حيث شارك هو كأمريكي مع  النرويجيين اللطفاء المهذبين في لإهانة العرب وهو ما اتفقوا وتوحدوا عليه كعالم متحضر: السخرية ممن لا صاحب ولا صوت لهم، ولم يعن شيئاً أن أهل النرويج المدافعين عن حقوق الإنسان والكلاب قد ظهروا في هذا العمل في منتهى العنصرية ومرددين لكليشهات الإتهام بالإرهاب دونما لحظة مراجعة على لسان أي شخصية في العمل، وكأن هذا هو صك مرور العمل إلى النجاح والعالمية

كنت حزينة جداً، لأن المسلسل كعمل فني ظريف إلى حد بعيد، بدليل مشاهداته التي قاربت المليون في بثه الأول بالنرويج، ثم ذاع صيته بعد عرضه على شبكة نتفليكس، حزينة لأني كنت أحياناً ابتسم وفي قلبي ألم الإهانة، بل أنني حاولت حصر أخطاء المسلسل فلم أجد سوى ضعف القصة فنياً من حيث الحبكة في الجزء الثاني والتكرار السخيف والأحداث المتوقعة في الجزء الأخير وهو غالباً ما أسهم في إيقافه مع مشاكل الشبكات على ملكيته وتصاعد ميزانيته، ولأكون صادقة فالمسلسل مختلف في فكرته وبطله ذو حضور قوي وأداء عظيم ولكن الكثير من هذا البطل " يزعج المشاهد" أو هكذا أتحامل عليه دون أن أدري، و أيضاً ما لا يجب إغفاله فهو تصوير المسلسل في بلد يتميز بطقسه الثلجي وضواحيه رائعة الجمال ووجوه نرويجية مختلفة /باردة/ ولكنها مؤدية بشغف، وهذا لا ينفي عنصريتهم الفجة - وسأحتفظ لنفسي بحق سبهم لا داعي للكتابة

ليليهامر مسلسل عنصري قبيح على الصعيد الإنساني وجميل على الصعيد الفني، ولم يُجدِ نفعاً كوني أعطيته أقل تقييم ممكن على موقع IMDB ، ولكنه أضعف الإيمان

Friday, April 16, 2021

عبقرية المشهد في مسلسل القاهرة كابول





لو أن مسلسل القاهرة كابول اقتصر فقط على هذا المشهد فهذا يكفي ويزيد.
مشهد عظيم عبقري جمع بين براعة الكتابة وصدق الحوار وواقعيته الشديدة حيث أمكن للمشاهد أن يتماهى معه تماماً فهو بشكل تقريبي يمثل أطياف الناس المختلفة الولاء وهو حادث بشكل قوي في كل تجمع بين أصدقاء. صحيح أنه قدم الإختلاف بشكل صارخ لكنه حقيقي وذلك لأنه اعتمد على الخلفية المكانية التي جمعت أصدقاء الطفولة في الماضي ثم تفرقهم وانسياقهم في الحياة كل وراء نموذجه الفكري المختار.
وجاء اللقاء الصدمة في ذلك المشهد الذي شغل حلقة كاملة يتخللها مشاهد لتلك الخلفية كيف كنا وكيف صرنا، حقيقي لأن كل صديق من الأربعة يمثل بالفعل ربع الحياة؛ ربع المشاهدين، الكل وجد نفسه بصورة ما ممثَّلاً في المشهد، إن لم يكن مخرج سينيمائي فهو الحالم العاشق لأهمية الفن في صنع الحياة، وإن لم يكن رجل الأمن فهو مؤمن بالنظام وأهميته وقوته وإن لم يكن أمير جماعة فهو متشدد متطرف أو على الأقل يرى أن الهجمة هي بالأساس على الدين وإن لم يكن إعلامي فهو براجماتي وانتهازي بدرجة ما، المشاهد العادي قد لا يكون أحدهم بصورة فجّة لكنه يميل لأحدهم فكرياً على الأقل، أنا كمشاهدة كنت أتشبث بمقعدي، لم أغفل عن كلمة أو عن تعبير، لم يكن الصراع بينهم فقط نابع من اختلافاتهم الفكرية بل كان هناك صراع بين كل منهم وذاته في محاولة التغلب على الإختلاف وتغليب العشرة والصداقة وذلك باستدعاء الذكريات التي تدفع إلى نقطة توحّد وكأن كل منهم يجاهد للعثور عليها وتأكيدها، عبقرية الحوار المكتوب وعبقرية التمثيل والتفوق لكل منهم في موقعه تُدرّس، ما أروعكم.


أما نهاية المشهد فقد كانت قتل الحلم في صورة قتل الحالم، وما أعظمها من نهاية لمشهد وبداية لحلقات ستمثل الصراع بين مَن تبقوا؛ أفلا تعقلون؟

Wednesday, March 31, 2021

شغف التفاصيل في مسلسل أهو دة اللي صار



بدأ "وديع البساطي" -أثناء حوار من حواراته الخلافية مع صديق عمره "علي بحر"- يُمسك بجفن عينه اليسرى في بعض المشاهد القليلة، ثم في حلقات لاحقة نبدأ ملاحظة عينه وقد أصابها التعب وارتخى جفنها تماماً.

إن كنت لم تلاحظ فهذا لأن الحوار كان من الروعة بحيث أنك غفلت عن روعة الأداء، وإن كنت قد لاحظت فلا شك أنك مأخوذ مثلي بكل لفتة.

هل لاحظت تنهيدة "نادرة" و "سلمى"؟

هل يجوز أن نطلق عليها تنهيدة؟ لا أظن، إنه ذلك النفس البعيد جداً الكامن في أعماق الصدر والذي يحاول المرء الوصول له في لحظة الضيق، ذلك الشهيق المستحيل الذي كان بعيداً جداً في صدرها بحوارها مع كل من "يوسف الأول" و"يوسف الثالث" عندما يتملكها اليأس أو الحيرة، والذي تصل إليه فتبدو وكأنها نالت قبلة الحياة.

هل تذكر حوار "زكريا" مع "نادرة" وقت أن كان يثنيها عن الحب؟ هل أدركت في ملامحه العذاب لأنه يثني ابنته عما فعله هو وأمها؟ هل لاحظت عجز يديه وهو يضمها وكأنه يعلنها مغلولة، فالأمر ليس بيده.

 هل ضحكت من غباء "نبوي"؟ وانزعجت من كيد "هنديّة"؟ هل كرهتهما؟ وهل توقن في نفس الوقت أن وجودهما كان حتمياً لتكتمل معادلة الحياة، فالحياة؛ ليست أشخاص بكل الجمال وكل الروعة، الحياة تكتمل بوجود الغباء والحقد وإلا فنحن في الجنة.

وأخيراً،،

هل غشيتك حنيّة "بمبه"؟

***

مسلسل "أهو دة اللي صار" ؛ في ذكرى مشاهدتي الأولى له 2019 وبمناسبة وجوده المتألق على منصة NETFLIX

Friday, February 26, 2021

To the lake (2019)

 




For all Masochistic people, you are invited to watch #to_the_lake and I bet you'll enjoy 😊

This Russian miniseries talks about two vital issues:

1- A fast spreading virus that causes death in few days, and no cure 👌

2- A frozen environment near Moscow, during winter 💪

..

If you enjoy living moments of fear, death, struggling with relatives and strangers, and survival trip without hope 😊 all that while wearing tons of clothes 😁 then go and torture yourself 

On the other hand, if you can overcome the mentioned issues I guarantee you will enjoy a real drama-survival-thriller show away from the usual USA prespective, good acting, and well written characters and plot.

The best I can tell about this show is that you will be able to feel the warmth of relationships despite the surrounding coldness ❤

My rating is 9/10

IMDB rating is 8.2/10

Wednesday, February 17, 2021

Family business (2019-2020)

 




It's very rare that I enjoy a French show, yet that one made me laughing hilariously nonstop!
Two seasons each of only 6 episodes were full of fun, twists, and logically ascending events.
One will be attached with all family members together and hope for their success in their trip to change the family business to weed trade. Knowing that it will be legal soon in France they took steps and couldn't get back.
The show is best watched with French audio and Arabic subtitles, knowing a little French will make you enjoy even more, that's what I did.
The presence of Enrico Macias was hilarious, watching this superstar Algerian-French singer making a fool of himself! His presence was gorgeous indeed.
The acting was super and the show had a perfect well-positioned cast, Gerard Darmon reminded me with Gamil Rateb  Louise Coldefy was totally crazy and Jonathan Cohen was extremely good. The creator of this lovely show is Igor Gotesman, Chapeau 
All that made me happy to know there will be season 3.
As a surprise, there were some Arabic words here and there in the script as the family are Jewish one, and some of the characters are from Arabic countries.
I only want to assure a BIG FACT; molokhya is ours, whatever other nationalities mention it in their shows 

Wednesday, December 9, 2020

The Undoing -2020




عادة أكتب عن عروض سعيدة بها، للسعادة تأثير لطيف يدفع للكتابة والتعبير عن الإمتنان، هذه المرة تختلف فقد دفعني عدم الإرتياح للكتابة!
The undoing
A miniseries by HBO
مسلسل في ست حلقات قصيرة في حوالي ست ساعات خرجت للعرض التليفزيوني أكتوبر ٢٠٢٠ مأخوذة عن كتاب خرج للنور عام ٢٠١٤ وتقر المخرجة بأن المسلسل تم تحريفه ليتناسب مع العرض على الشاشات وهو أمر غريب لأنه في العادة لا يجرؤ المخرج على تحريف القصة بل وضع رؤيته الخاصة! ولكن يبدو أن البطلة تماثل نمبر وان الذي يُقصي المؤلف ويفعل ما بدا له.
المسلسل بطولة نيكول كيدمان وهيو جرانت، وهي أسماء تُبشّر بحلقات فيليمة خارقة ولكن هناك خلل إخراجي جعل المسلسل مملاً ومكرراً بل ومكشوف الحبكة.
وهو مأخوذ عن كتاب
"You should have known" by Jean Hanff Korelitz
وكما يشير العنوان يحكي الكتاب عن ما كان يجب معرفته، أو على الأقل محاولة معرفته بين شركاء الحياة.
وبعد تنويه المخرجة راجعت بعض المقالات عن الكتاب اكتشفت أن تركيز الكتاب الأصلي على الخديعة التي يخدع بها المرء نفسه ليبرر حبه لشريك حياته ويجد أسباباً لاستمراره، فيتغاضى عن الفهم أو حتى محاولات الفهم، وغض الطرف باستمرار عن التساؤل، وتجاهل الكذبات المستمرة والإقتناع التام أن الحياة مستقرة وعلى ما يرام، وعندما يحدث التحول من خلال الحدث الرئيسي/ جريمة قتل يتهم فيها الزوج/البطل يستمر الإنكار! وهذه الحالة تستحق أن تُعرض بذاتها لأنها غوص في النفس الإنسانية بضعفها والإلتباس الذي يسيطر عليها ولكن عند مشاهدة المسلسل ترى الأمر تحول إلى دراما تليفزيونية معتادة وجريمة يتحول بها كل الممثلين إلى مشتبه بهم حتى وصل الأمر بالمخرجة لتحويل اتهام المشاهد للطفل ابن البطل! وكذلك مشاهد العري الزائدة للسيدة التي قُتلت بلا أي سبب أو هدف واضح للمُشاهد، أما الأدهى فكان تلك المشاهد/الأحلام التي تستعيد بها البطلة مشهد القتل وهو ما لم أفهمه إطلاقاً غير أنه توجيه عبيط للمشاهد للشك بها كقاتلة، هذا بالطبع إلى جانب وجه كيدمان المسيطر على الكاميرا باستفزاز عجيب رغم جموده التام.
جاء مشهد كيدمان مع والدها جيداً عندما تحدثت معه عن محاولاتها أن تحظى بعلاقة جيدة مع زوجها كعلاقته بأمها وصدمتها "الباردة" كالعادة عندما أقر بأنها كانت تعلم بخلافاتهما، في إشارة لحالة الإنكار التي تحياها البطلة وإنتقائها لما تريد أن تعتقده وهو المشهد الوحيد الذي يربط العمل بالنص الأصلي.
نعلم جميعاً أن العمل على الشاشة يختلف عن الكتاب، والنماذج التي كان فيها العرض سينمائي/تليفزيوني متفوقاً عن الكتاب المأخوذ منه قلة شديدة ولكن الإطاحة بجوهر الفكرة هذا هو الجديد! الإخراج كان يمكن أن يكون أفضل ولكن التسلُّح بالنجوم يبدو أنه يماثل ما يحدث عندنا تماماً فتختفي بصمة المخرج ويتحول العمل لمسخ.
مساحة التمثيل والتعبير كانت شاسعة جاء أداء دونالد سذرلاند رائعاً في دور الأب والأطفال كان أدائهما متميزاً جداً 
وقدم جرانت دوراً مميزاً، وكما أسلفت وجه نيكول كيدمان جاء خالياً من التجاعيد والتعابير بصورة مذهلة بينما جرانت كان طبيعياً في إيصال الحزن والقلق والقسوة والهلع والحب بتعبيرات مذهلة، من هنا يتضح أن التخلص من التجاعيد ليس بالأمر المفيد دائماً!

Sunday, July 19, 2020

مسلسل ليه لأ؟!










في وقت تعاني فيه البنت/ السيدة من التحرش والتنمر وأخيراً الوأد، في وقت تعامل فيه بشكل أسوأ من أيام الجاهلية، يحاول مسلسل "ليه لأ" أن يؤكد أن كل ما سبق استثناءات وأن منطقة الصراع في مكان آخر، صراع إرادات وعقل ومنطق وليس صراع قوة ونظرة دونية وموروثات متعفنة، هذا ما أحاول إقناع نفسي به على الأقل!

أكتب أم أغض الطرف؟ سأكتب، ليه لأ؟!!!

فرغم انتشار مقولات مثل: لقد وصلت لمرحلة البرنسة، واللامبالاة، وال "انهم يقولون، دعهم يقولون" واتفاقي مع ذلك تماماً ووصولي لحالة زهد في أن تغير الكتابة أماكن الناس في خنادقهم لأن كل امريء سعيد بمكانه وسعيد أكثر في قولبة كل من أمامه في قالب ما "إن لم تكن في خندقي فأنت في معسكر الأعداء" ووصول مجتمعنا لحالة استقطاب حتى على طعم الشاي بلبن.. ورغم ان تكرار المقولات يصيب الناس بالغثيان ويجعل الكلام سخيف كاللبانة المسحوقة..

ورغم إنه ما يجيش منه خالص والله العظيم..

لكن أردت كتابة كلمتين عن مسلسل " ليه لأ" الذي ألقى طوبة في البحيرة العفنة فتطاير الوحل على المبدعين للأسف..

مبدئياً، كلما زادت واقعية العمل الفني كلما زاد قربه للقلب، لكن عندما يصبح الواقع مختلفاً عليه كما أوضحت سابقاً، نختلف على العمل كمشاهدين.

المسلسل تعرض لحالة بنت في الثلاثين رفضت الزواج المفروض عليها بحكم العيلة، وقررت في لحظة مجنونة مواجهة ضغط الأهل ومغادرة بيتها لتحيا وحدها.



لا أحد رأى ضغط الأهل على الإبنة بشكله الحقيقي على الإطلاق بل رأى الجميع شابة جميلة وفر لها الأهل تعليم معقول ووظيفة في مصنع ملكهم من "تسعة إلى خمسة" ووفروا لها عريس "صالونات" طبيعي وسيم يعمل بتجارة مناسبة وكل شيء يبدو مثالي لا يدعو الفاجرة الجاحدة للهرب يوم عقد القران! لم ير أحد أن الوظيفة قيد وضمانة لعدم المطالبة بحق مالي، وأنها تسحق أحلامها في التجديد والتغيير بدعوى عمها "نحن نكسب بالفعل فلماذا نغامر؟" ولم ير أحد أن موافقتها لأنها تبحر في مياههم بسفينتهم بلا اختيار وهناك ضغط غير مرئي هو رغبة الأم في "الفرحة بابنتها" ولا يهم فرحة الإبنة نفسها! إن الضغط النفسي بسيف الحياء والأعراف التي تشكل قيود غير منظورة هم ما أدى للحظة الهروب المريعة تلك!

وعلى الجانب الآخر، ورغم أنها فرت من بيتها تحت عنوان "المسابقة" ورفض أهلها لفكرة أن تقيم وحيدة، إلا إنني أسأل: كم أسرة وافقت أن تذهب بناتها للتعليم والحياة منفردة في محافظات أخرى ودول أخرى على مدار عقود سابقة؟ وكم أسرة تركت ابنتها تحيا بعيداً لعدم إضاعة فرصة عمل سانحة؟ الكثير والكثير، فلاحين وصعايدة على مدار عقود لكن هناك رفض غير منطقي لأن تحيا البنت وحيدة جتى لو مطلقة أو ارملة! 

إن من ينظرون للمرأة على أنها عورة يجب إخفائها لن يسمحوا لبناتهم بذلك أبداً، وسيرون أي نجاح للبنت هو إما صدفة أو سماح من الرجل أياً كانت علاقته بها " أب أو أخ أو زوج"، البنت القوية المتعلمة الملتزمة مازالت عار وعبء مادامت غير متزوجة!

ولكن الناس لا يكتفون بذلك، بل يرفعون شعار الفضيلة قبل كل جملة اعتراض كأنهم حاملي شعلتها، وما أسهل رفع هذه الشعارات فقط لنيل وسام الفضيلة من الناس على الإنترنت وعلى الأرض.

والغريب أن تجد أحد هؤلاء هو من يتحدث بفخر عن ابنة زميله التي سافرت للعمل او الدراسة بالخارج مثلاً، منتهى الإزدواجية! وهذا يقطع بوجود أقنعة للفضيلة التي يرتديها البعض عند الطلب وهم لا يدركون معناها، فقط هم يزعقون بالشعارات التي تضمن لهم التصفيق، فما أسهل أن تتحدث كالببغاء بأقوال الحكماء وأنت أتفه من هاموشة!

وعودة للعمل الدرامي، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وأقامت الدنيا هي سفر البنت في رحلة جبلية ووجود البطل معها في مشاهد رومانسية!

وبالطبع ما فعلته سببه الأساسي في نظر الناس إنها منحلة تحيا بمفردها، وكأن كل فتاة تحيا في بيت أهلها معصومة، وكأن الأهل في مجتمعنا يعرفون كل شيء عن بناتهم! والحق أن ما نسمعه كل يوم من انحدار في الأخلاقيات هو لبنات ما زلن في كنف أهاليهم.

لا أحد يدرك أن تربية بنت ملتزمة بالأخلاق والدين لا يأتي إلا من أهل يتحلون بهذا، ولا يتحقق إلا بمتابعة مستمرة وأحاديث طويلة وجسور تُبنى بين جيلين ليظل الإحتواء قائم، وهو ما يجعل البنت تعتز بنفسها وأخلاقها أينما كانت.

ولكن الواقع المزري أن معظم الأسر إلا من رحم ربي تنشغل بالكتابة على الميديا عن الفضيلة وهم لا يعملون بها ولا يربّون أولادهم عليها!

هذه المرة لن أكتب عن تمثيل وإخراج وكتابة وغيره، تقييمي للمسلسل 8.5/10 وقضيته الأساسية تكفيه زهواً وفخراً فهو لمن يعي ليس مسلسل للفيمينيست ولكنه يضع المجتمع أمام ذاته المنقسمة ويكشف جلده المشوه تحت الأقنعة، وهو لم يتحيز لفكرة ويروج لها فقد عرض نماذج عديدة غير نموذج البطلة، خالتها التي قُهِرَت حتى قرب النهاية وهي من اخترعت للبطلة المهرب وكأنها تحقق بها ما عجزت عن تحقيقه وعندما نجحت البطلة منحت خالتها الشجاعة لتختار حياتها أخيراً، وكذلك نموذج الأخت التي تحيا حياة مستقرة، والصديقة التي تختار بحرية، والصديقة "رضوى" نموذج الإستسلام الراضي والذي "قد" يتجاوز به الحب المتبادل عنف الزوج ويغير فكره مع الوقت.

المسلسل يتحدث بلغة الناس ولا يتفذلك بإدعاء نقل صورة لحارة أو مجتمع مرفّه يشكلون في النهاية قِلة بتصرفاتهم وعاداتهم.

وأخيراً، في البداية كنت أشاهد المسلسل " كبنت" أحلامي هي الحرية وطموحي حد السماء وأفكاري باختلاف ليل عن نهار، وأفقت أنني يجب أن أشاهده ك "أم"، ولم يتغير الوضع كثيراً، لماذا؟ لأن فضل ونعمة ربنا على الإنسان أن يكون ذو قلب ووجه وعقل واحد، ليس ألف وجه وألف رأي على حسب الحاجة والأحوال.